الإتحاد الإشتراكي

أنشئت جريدة "الاتحاد الاشتراكي" سنة 1983، كلسان حال حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (إضافة لليبراسيون باللغة الفرنسية)، جاءت الجريدة خلفا لجريدة المحرر العنوان الأبرز لليسار، والتي تم حظرها في يونيو 1981 بعد انتفاضة الدار البيضاء، إذ اتهمتها سلطات الحسن الثاني آنذاك، بتأجيج نار الثورة الاجتماعية في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي اجتاحت البلاد.

في التسعينات، حققت الجريدة أرقام مبيعات تاريخية، وخاصة أثناء متابعة ملف "الكوميسير ثابث"، الذي حكم عليه بالإعدام بعد قضية فساد أخلاقي ودعارة داخل أجهزة الدولة، كما ساهم خطها التحريري الملتزم في انتشارها، خاصة دفاعها عن تحول ديمقراطي في المغرب على المستوى الوطني، أو على المستوى الدولي كوقوفها ضد حرب الخليج الأولى والدفاع عن القضية الفلسطينية.

وفي ضوء التناوب السياسي الذي تم التفاوض عليه مع القصر في عام 1997 بتعيين عبد الرحمن اليوسفي رئيسا لحكومة المعارضة اليسارية الأولى، لم تعد الجريدة كلسان للحزب تلعب دورها في انتقاد السلطة الملكية، ما دفع العديد من أطرها إلى مغادرة صفوفها، أبرزهم مديرها التاريخي والصحفي "محمد البريني"، الذي سيؤسس سنة 1998 جريدة "الأحداث المغربية" التي ستبقى لعقد من الزمان أول صحيفة مغربية في الانتشار بسبب تناولها للقضايا المجتمعية ومواجهتها للاسلاميين بشكل اساسي,

سنة 2007 لتخفيف تآكل نفوذه و مواجهة المنافسة التي كانت مشتدة من الصحافة الخاصة، طرح محمد اليازغي -أحد القيادات التاريخية للاتحاد الاشتراكي- إعادة تسمية جريدة الاتحاد الاشتراكي باسمها الأصلي (المحرر)، ولكن ظل هذا المشروع حبرا على ورق.

في السياق الحالي، ومع تنحية حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية جانبا على خارطة الساحة السياسية الوطنية، أصبحت جريدة الاتحاد الاشتراكي تنافس بصعوبة ضد منافسيها المتمثلين أساسا في الأخبار، المساء و الصباح.